مذكرات بيرم التونسي في المنفى هوكتاب يضم 117 صفحة، يروي ما عاشه الشاعر التونسي الأصل في منفاه في فرنسا إبان سفره لها سنة 1919.عرف الفرنسيين و الأجانب من العرب المغتربين وغيرهم. و صف ما رآه في المطاعم، المقاهي، الحانات، الشوارع، الشواطئ، الكنائس و في الأعياد السنوية للفرنسيين. عرف الشقاء في الأعمال المختلفة التي امتهنها و ذاق الجوع و التعب. و كان أسلوبه في الوصف طريفا و فكاهيا.
الأعمال التي امتهنها بيرم التونسي في المنفى
• إصلاح مركبات البضائع في معمل ريتشارد: و كان عمله يشمل فرز كميات من الأجزاء الحديدية الصدئة المختلفة الأحجام التي تتكون منها المركبات. كانت الأجرة فرنكين في الساعة
• غسل الصحون في مطعم شرقي بأجر قدره خمسة عشر فرنكا مع تناول العشاء.
• الشغل في حظيرة "مرمة": يذهب اثنان من العمال لجلب الألواح الخشبية من كاميون مشحون. يخلط آخران السمنتو بالرمل و يبقى بيرم التونسي ينتظر قوالب الطوب الأحمر ليسلمها للبناء. أيضا كان يعد الجير و ينقل الأحجار إلى الكميونات. و كانت الأجرة أربعة فرنكات للساعة الواحدة.
• في الملاحة: قُسمت مساحة الملاحة إلى مربعات و كانت مساحة الواحد منها عشر أمتار مربعة. و على العامل أن يحمل الملح المتراكم بالجارف ليكون كومة كبيرة وله عشرة فرنكات عن كل كومة.
بعض الطرائف في مذكرات المنفى
• الأكل المقرف في الباخرة:
"قذفت إلى البحر بطعام الغداء الذي أعطي لركاب الدرجة الرابعة و هو عدس أسود اللون فيه قطع بيضاء لامعة من شحم الخنزير"
• الاكتظاظ على الباخرة:
"امتدت جميلة على سطح الباخرة الخشبي و امتدت بديعة بعكسها ثم تداخلتا بالأفخاذ حتى صارتا إحدى الصور التي في "كارتا" اللعب و بذلك نامتا في أمان"
• القطيع: بين الجبال و المزارع سمع نغمات موقعة حسبها موسيقى عرس أو عيد من الأعياد. و لكن لما اقترب اكتشف أنه قطيع من الأبقار و الأغنام و الماعز كان في عنق كل منها ناقوس !
• بصلة بيرم التونسي: في ليلة من ليالي الجوع و البرد، عثر تحت الكنبة على بصلة و لكن لم يكن يملك موقدا لطهيها. فلكي يشويها أخذ عود ثقاب من صاحب المنزل و أعد الوقود: قاموس، ديوان أبي العتاهية و مجموعة من الرسائل !
• دلاعة الروسي (بطيخة):
"تناول دلاعة كبيرة من جانب فراشه و فتحها بيده ثم مزقها أطرافا كأنها قطعة الخبز و جعل ينحتها فيغرق كل وجهه في القطعة و يسيل منه الماء كأنه يغتسل"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق