الأحد، 1 مارس 2020

أرض البرتقال الحزين لغسان كنفاني: أقصوصات من فلسطين

أرض البرتقال الحزين لغسان كنفاني هي مجموعة قصصية نشرت لأول مرة سنة 1962. يضم الكتاب عشرة أقصوصات في قرابة مائة صفحة. يعكس الكتاب واقع الفلسطينيين في نصوص مليئة بالخواطر و الأحاسيس و الرموز.و من المواضيع الرئيسية المطروحة الجهاد، الاستشهاد، فقدان الأقارب، اللجوء و الهجرة. هنا لمحة عن محتوى بعض أقصوصات.

أبعد من الحدود

 يدخل المسؤول الأمني منزله و قد كان في مهمة بحث عن هارب قد قفز من النافذة أثناء التحقيق. وإذا بالهارب يظهر في بيته مخاطبا إياه عارضا خواطره فقال معرفا بنفسه:
"لي أم ماتت تحت أنقاض بيت بناه لها أبي في صفد، أبي يقيم في قطر آخر و ليس بوسعي الالتحاق به و لا رؤيته و لا زيارته، لي أخ يا سيدي يتعلم الذل في مدارس الوكالة، لي أخت تزوجت في قطر ثالث و ليس بوسعها أن تراني أو ترى والدي، لي أخ آخر يا سيدي، في مكان ما لم يتيسر لي أن أهتدي إليه بعد..تريد أن تعرف جريمتي؟ ...لقد سكبت دون أن أعي كل محتويات وعاء الحليب فوق رأس موظف و قلت له أنني لا أريد بيع وطني".

الأفق وراء البوابة

عاد بعد غياب، حائرا مترددا في قول الحقيقة القاتلة لأمه. كان، منذ أن خرج مع أخته دلال من يافا إلى عكا، و لمدة عشر سنوات، يقول أنهما بخير، و أخفى خبر موتها. ماتت في عكا في ليل مظلم
 "و انفتح رشاش ثرثار فزرع في الغرفة رصاصا كالمطر، ثم انكشف الدخان عن أربعة رجال يسدون أمام عينيه باب الغرفة الخشبي، و لكنه لم يتحرك، كانت دلال ترتعش في دمها بالخفقات الأخيرة من أنفاسها".

ورقة من الرملة

دخل اليهود الرملة و طفقوا يفتشون الناس:
"أوقفونا صفين  على طرفي الشارع الذي يصل الرملة بالقدس، و طلبوا منا أن نرفع أيدينا متصالبة في الهواء، و عندما لاحظ أحد الجنود اليهود أن أمي تحرص على وضعي أمامها كي أتقي بظلها شمس تموز، سحبني بعنف شديد،  و طلب مني أن أقف على ساق واحدة، و أن أصالب ذراعي فوق رأسي في منتصف الشارع الترب.."
. و شاهد الراوي يهودية تطلق النار على رأس ابنة عمه أبي عثمان الصغيرة. ثم رأى كيف رفس الجندي أم البنت بقدميه ثم أطلق النار عليها. و رأى عمه يحمل جثة ابنته ثم جثة زوجته بوجه جامد صامت...كانت ذكريات أبي عثمان "تنحر في عظام الناس بإصرار" إذ كان أبو عثمان يقوم مع أقاربه بالمعارك في حرب فلسطين الأخيرة. لم يُدفن ذلك أن أشلاءه ضاعت في انفجار هائل على إثر اعترافه بما يعرف.

أرض البرتقال الحزين

 ليلة الهجوم على عكا، توقفت سيارة شحن كبيرة لتقل الكبار و الصغار. بعد مسافة وقفت السيارة و نزلت النسوة لشراء البرتقال من فلاح كان جالسا يضع سلة البرتقال أمامه. يقول الراوي أن البرتقال قد بدا شيئا حبيبا عزيزا عليهم:
"و كانت تلتمع في عيني أبيك كل أشجار البرتقال التي تركها لليهود"
. لجؤوا إلى غرفة تكدسوا فيها و بدأت المأساة تجد طريقها لهم. باع الأب ذهب زوجته و انتقلوا إلى قرية في ضواحي صيدا فكانت المعاناة من الفقر. وصلت الأمور إلى حد أن الأب كان قلقا، مريضا فيصرخ قائلا أنه يريد أن يقتلهم و يعني الأطفال...فكان عليهم أن يبتسموا راضين حين يقال لهم
"اصعدوا الجبل و لا تعودوا إلا في الظهر"
  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحفيدة الأمريكية للكاتبة إنعام كجه جي: عراقية أم أمريكية؟

  ا لحفيدة الأمريكية للإعلامية و الكاتبة العراقية المقيمة في فرنسا إنعام كجه جي ، هي رواية صدرت سنة 2008 تضم 197 صفحة، رُشّحت لنيل جائزة ال...