نبض هي رواية للكاتب الفلسطيني أدهم الشرقاوي تضم 266 صفحة. العنوان هو اسم الفتاة التي أحبها الراوي منذ أن رآها في مكتبة الجامعة. كانت يلتقيان و يتحاوران. أبرز الأفكار المتبادلة تدور حول الحرب، القيم، الإنسانية، الفلسفة، الجنون، التربية و غيرها من المواضيع. فرقتهما الحرب فكانا يتراسلان بشوق. تموت نبض تحت الأنقاض و تبقى في ذاكرته.
طبول الحرب تُقرع
تتحاور نبض مع حبيبها عارضين خواطر عن الحرب ومنها:
"أقف ضدها لأني أعرف أننا مهزومون فيها منذ اللحظة التي خضناها، مهزومون و لو انتصرنا! مهزومون في انسانيتنا على الأقل أو على الأكثر"ويتقطع الحوار حديث عن الحب و الشعر إذ قال الملك الضليل في حب فاطمة :
" أغرك مني أن حبك قاتلي * و أنك مهما تأمري القلب يفعل"ثم قال في حب نبض :
"أنا ناقص أنت يساوي لا شيء! أنت كلي يا نبض"و في الحرب قال:
"إنهم أقوياء بأسلحتهم و لكننا أقوياء بحقنا! و القوة لا تلغي الحق و إن أنزلت خسائر فادحة فيه!"يتغزل بحبيبته ثم يعود الحوار عن رجال الحرب:
"رجل الحرب ليس بالضرورة أن يكون رجل الدولة"إذ كان عمر ابن الخطاب رجل دولة بامتياز وخالد بن الوليد كان رجل حرب باقتدار. و في الحرب يشعر الإنسان أنه في تهديد، يخاف على حياته فيلجأ إلى القوي القادر، يلجأ إلى دينه، فالإنسان
"ينسى في الرخاء و يتذكر في الشدة، يطغى في الصحة و يستكين في المرض، يتغطرس في النجاح و يتواضع في الفشل"و عن المادية و القيم قال:
"عندما نربي الناس على الثمن نقتل فيهم المروؤة، و عندما نربيهم على القيمة نجعلهم بشرا، و نسمو بهم نحو تحقيق إنسانيتهم!"
طبول الذاكرة تُقرع
- تحدث أدهم الشرقاوي عن الجنون إذ يمكن دراسته على أنه ظاهرة اجتماعية:
"المجانين على درجة متفاوتة من الجنون كالعقلاء تماما...يقول آينشتاين "الفرق بين العبقرية و الجنون بسيط جدا و هو أن العبقري يعرف جيدا الحد الذي يقف عنده قبل وقوعه في الجنون! الجنون إذا عبقرية متطرفة!""
- وزع الله بالعدل لا بالمساواة، نحن لا نعرف ما الذي أُخذ من الذي أُعطي المال فلله حكمة في كل شيء:
"أجمل ما في الحياة التفاوت و لو أعطي الناس كلهم المال لم يعد له قيمة"
و نفس الشيء بالنسبة للصحة و العلم. - و في صراع الأجيال قال علي بن أبي طالب ينصح اللآباء:
"لا تربوا أولادكم كما رباكم آباءكم فقد ولدوا لزمان غير زمانكم!"
- هناك العديد من العظماء الذين صنعتهم أمهاتهم مثل أحمد بن حنبل و الإمام الشافعي الذان كانا يتيمين، و أيضا جورج واشنطن ربته أمه، و أيضا المهاتما غاندي و توماس أديسون.
طبول القلب تُقرع
يخاطب نبض :
"أنا منذ رأيتك ولدت من رحم عينيك"، يذكر رؤياها في مكتبة الجامعة. كان يتردد على المكتبة ملتمسا حديثا معها. تحدثا عن حب القراءة و الكتب وعن الشعراء. قال أن فيها تجتمع العاطفية و الذكاء، و دار الحديث حول العقل و القلب و القناعة و الإختلاف. كانا يتراسلان و تحدثا عن الذكريات و القدر و الإنسانية:
"نحن بحاجة إلى أن نحمي الضعفاء منا و نرعاهم، إننا بذلك نحمي إنسانيتنا أكثر من كوننا نسدي خدمة لهم"و في حبها قال:
"عندما أكون معك أشعر كأنك تنادين الطفل الصغير الذي بداخلي".
و في وقت الحرب كانا يتراسلان ليقتلا الفراق.
طبول الفقد تُقرع
عند فقد نبض في الحرب تحسر على فقدها و قال :
"أنت التي قتلتني و أنا أحد مخلفاتك"كان يستمتع بذكراها و يقول
"لا تصدقي عبد الرحمان منيف حين يقول: النسيان أسهل طريقة للعيش!"و قال:
"إن حربي انتهت بموتك، خسرتها يوم خسرتك, و لم يعد عندي شيء أقاتل لأجله".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق