التوت المر هي رواية تونسية للكاتب محمد العروسي المطوي، صدرت في 1967. تضم 200 صفحة . تم اختيارها ضمن أفضل 100 رواية عربية.
تدور الأحداث في قرية في الجنوب التونسي حيث يعمل الفلاحون، يحتسون الشاي أمام الكوخ و يمتطون الحمار لشق المزارع. البعض فيها يدخنون حشيشة التكروري التي تذهب العقل. فعزمت ثلة من الشباب على القضاء على هذه العادة اللعينة. لامسنا السعادة في موقعين أولهما نجاح الشباب في مقاومة التكروري ثم في زفاف عبد الله من عائشة الكسيحة رغم رفض أمه.
المستوى اللغوي بسيط و سهل، أنصح بقراءتها بداية من سن 14 سنة.
الشخصيات الرئيسية في رواية التوت المر لمحمد العروسي المطوي
الشيخ مفتاح يعمل فلاحا
في سانية (ضيعة) سي صالح و له ابنتان مبروكة و عائشة و هي ذات إعاقة تجعلها تمشي على
ركبتيها. و قد ماتت أمهما في سن الثلاثين. صارت مبروكة هي ربة البيت. هم من قبيلة
المحاميد، جاؤوا من ليبيا ليستقروا في بلدة في تونس. كانوا من الفقراء الهاربين من
حرب الطليان.
كانت الصلة قوية بين
عائلة الشيخ مفتاح و عائلة الحاج علي والد فاطمة و عبد الله رغم التفاوت الاجتماعي.
كان الحاج علي
فلاحا عُرف بوجاهته و دماثة أخالقه وانطبق ذلك أيضا على أفراد أسرته.
"الحاج علي كان يتولى بستانه بنفسه و يقوم بجميع شؤونه...يعزق الأرض، يجر السماد و يخلطهن و يسقي و يبذر، ينقي الطفيليات و يزيلها، يمحش عن الخضر و البقول. و في الربيع يؤبر نخيله، و في مقتبل الخريف يجرد خوصه و سعفه و يقطع أعذاقه و يجمع تموره"
أما إعاقة عائشة فهي كالآتي:
"كانت تستعمل ركبتيها كما يستعمل الناس أقدامهم. أما قدماها فكانتا مرفوعتين إلى فوق، إلى السماء كأنهما تتجهان إلى الله بالدعاء مثلما ترفع جدتها أكفها عندما تتضرع إلى الله بالخاتمة الحسنة و سعادة الدارين للأولاد و الأحفاد"
رأى عبد الله عائشة
علم عبد الله بأمر
عائشة الكسيحة فأشفق عليها. رأى في حلم أنه يبارز فتاة جميلة في لعب
"التريسيتي" و لم يكن قد رأى في حياته ذلك الوجه، ففكر في عائشة.
لما رأى عبد الله
وجه عائشة الصبوح: "كان شارد اللب، ساهم النظر، مضطرب البال". و تذكر
الأغنية المشهورة: "بخنوق بنت المحاميد عيشة". تعلقت صورتها بذهنه و
تساءل، هل هو الحب؟ أم هي عاطفة إشفاق؟
التكروري
سهر عبد الله مع
رفاقه فاستهلك حشيشة التكروري بحيلة منهم فطفق ينشد و يغني متأثرا بها، و ذلك على
عكس عادته إذ كان يرفض الكلام عن الحب. و عندما خرج من السهرة فزع فأنذر أصحابه من
وجود ثعبان، و لم يكن غير جذع نخلة حسبه هامّة. ضحكوا إذ فهموا أنه من مفعول
الحشيشة. في البيت وجد طاجينا كبيرا في المطبخ أكل محتواه و لم يدرك أنه كان طينا.
ففي الغد أصبح مريضا و التحق بالمتجر متأخرا. ثم رمى نفسه بالنزق و اعتبر أن
أصحابه ضحايا لتلك العادة التي ذهب ضحيتها عدد من الأفراد في القرية. اتخذ بعد ذلك
عبد الله موقفا صارما من أصحابه و انتهى بهم الأمر إلى المصالحة و ترك تلك العادة.
القرية في الجنوب التونسي في رواية التوت المر
النخلة:
"كانت النخلة "عمارية" عتيقة تشمخ بسموقها عما حولها من نخيل...صعد فوقها مرة فبدت له سطوح المنازل كأنها القصاع الموزعة هنا و هناك...لم يستطع أن يرى سطح منزلهم...كان بعيدا تحجبه دار جارهم المرتفعة...إذا نظر إلى أسفل بدا له قسم كبير من الواحة...بساتين الجيران و أبناء العم ...بستان سي صالح...التوتة الكبيرة...الخص الذي يسكنه الشيخ مفتاح الآن؟ ...ما زال كما عرفه و هو غلام يافع...لم يتغير."
الحيوانات:
"كانت الحركة بدأت تدب في الحوش: خرجت نعجة من الزريبة. و سرح الدجاج يبحث عن قوته. و حومت يمامة حول البئر ثم ركست فوق الدلو طلبا لحسوة ماء، بينما هو ما يزال يسبح في عالم يقظته المتواصلة و هواجسه المتشابكة"
العين:
"الأرجل تتدلى في الحوض، تخضخض الماء المتدفق من حلقوم العين لينصب في قاع الحوض. ثم يندفع بقوة صاعدا إلى أعلى فوارا مبيضا كأنه ممزوج أو مخلوط بالثلج...زبد الماء الفوار هو البصيص الوحيد من الضوء يبدو باهتا ضعيفا وسط الليل المظلم. و شرشرة الماء تكوّن مع أصوات الصراصير ما يشبه انسجاما موسيقيا رائعا في هذا السكون المخيم على الواحة"
مقاومة التكروري في رواية التوت المر
وقّع الرفاق على صيغة يمين لمقاطعة
التكروري و أطلقوا على أنفسهم إسم "جمعية إنقاذ الشباب" ثم شرعوا في التخطيط
و الإنجاز. ثم اتضح أن والد أحد من الرفاق، إبراهيم، متواطئ مع الجندرمة الفرنسيين
للإيقاع بأعضاء الجمعية. فوجد إبراهيم
الحيلة المناسبة لإثناء والده عن صنيعه.
الزواج
أراد عبد الله خطبة عائشة فجابهه
والداه بالرفض و السخط. زفت إليه في عرس بهيج و لكن هجرته أمه.
"جحفة مزركشة زاهية الالوان يحملها جمل يتهادى مختالا تتقدمه زنجيتان تحملان مجامر البخور و تتفننان في ضروب الغناء و الزغردة"
يوم وَلدت عائشة انطلقت ساقاها و
زال الشلل !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق