الاثنين، 21 ديسمبر 2020

أرض زيكولا للكاتب عمرو عبد الحميد: رواية خيالية عن أرض الذكاء

 أرض زيكولا للطبيب و الكاتب المصري عمرو عبد الحميد هي رواية صدرت لأول مرة في 2010. يضم الكتاب 288 صفحة. هي قصة شاب أراد المغامرة لإثبات جدارته و أحقيته بالزواج من حبيبته فقرر النزول إلى السرداب الغريب الذي حدثه عنه جده. فوجد نفسه في أرض زيكولا و هي عالم مختلف حيث لا ساعة و لا تلفزيون و لا كهرباء. البيع و الشراء يتمان بتداول وحدات من الذكاء. صار يتوق للعودة إلى الوطن و لكن ليتمكن من الخروج من تلك الأرض كان عليه أن يجد كتابا ثم أن يحل لغزا وجده فيه. نجح في ذلك بمساعدة أصدقاء تعرف عليهم كما نجح في الإفلات من الذبح الذي كان مصير أفقر فقير في أرض زيكولا.

الرواية خيالية شيقة مليئة بالأحداث و مكتوبة بأسلوب لغوي سهل، تشد القارئ. 

السرداب المؤدي لأرض زيكولا

خالد حسني شاب يتيم الأبوين، متخرج من كلية التجارة بالقاهرة و يعمل بمخزن أدوية. قوبل طلب زواجه من منى بالرفض لثمانية مرات. كان يعيش مع جده الذي قد حدثه عن قصته مع سرداب يحوي كنزا و لم يعد منه من ذهب إليه، و هو سرداب فوريك. صمّم خالد على النزول إلى السرداب لأنه كان يريد إثبات جدارته.  خرج خالد في ليلة مقمرة و تمكّن بصعوبة من التوغل في السرداب. هناك انهارت الجدران فظل يركض لينجو حتى خرج من فتحة فوجد نفسه في صحراء. ثم تمكن من ركوب عربة تسلك الطريق الطويلة المؤدية لأرض تقع قرب الصحراء، اسمها أرض زيكولا.

أرض زيكولا الغريبة

داخل المدينة أكل خالد في مطعم و ابتاع زيا جديدا دون أن يدفع نقودا. و في الكرتين قيل له: "أيها الغني". كان يجد أرقام وحدات في أماكن البيع و الشراء. و ليس هناك إضاءة بالكهرباء، بل بالنيران. كان الناس يستعدون للاحتفال بيوم زيكولا و فيه يُذبح أفقر شخص بالمدينة، مرة في كل سنة، و يومها فقط يمكن لباب المدينة أن يُفتح و لا يمكن الخروج منها إلى في ذلك اليوم. يومها رأى فتاة ترمي بالورود على المارّين، إنها أسيل، طبيبة المدينة. تمت عملية الذبح أمام جمع غفير و تواصلت الاحتفالات.

فسّر يامن، و هو من سكان أرض زيكولا، لصديقه الجديد خالد، أن في هذه الأرض العملة التي تستعمل للبيع و الشراء هي وحدات الذكاء. و الوحدات تنتقل تلقائيا و ليس عن طريق اليد. فالغني هو الذكي و الفقير هو الأقل ذكاء. تمكن خالد من إنقاذ طفل كاد يغرق و لم يأخذ أجرا على ذلك. فالتقى بأسيل الطبيبة و تعارفا.

الكتاب

بدأ خالد يعمل في صنع الطوب من أحجار الجبل مع صديقه يامن ليكسب وحدات الذكاء. يوما زارا بائع كتب فحدّث البائع العجوز خالد عن كتاب قد باعه منذ زمن بعيد بسعر ثمين يتحدث عن سرداب فوريك. فكر خالد أنه  بإمكانه  الخروج من أرض زيكولا بفضل هذا الكتاب، و أنه قد يكون صاحب الكتاب والده ! و انطلق خالد في مغامرته للبحث عن الكتاب. أما أسيل فقد أعجبها اختلافه عن باقي الرجال البُلهاء إذ كان لا يأخذ أجرا عند تدخله لإنقاذ شخص ما (الغريق و طفل أصيب بضربة شمس).

أخبرته سيدة عن رجل يشبهه التقت به منذ 20 سنة، في المنطقة الشمالية. فذهب إليها و هناك حدثته فتاة عن شخص قتل أباه ليرثه فورث كتابا، ثم قادته إليه. كان اسمه هلال و كان فقيرا سكيرا.استنتج خالد من حديثه معه أن الرجل المقتول هو أباه و قد أفنى ثروته في ثمن كتاب. اتفق الأخوان على أن يشتري خالد الكتاب بربعمائة وحدة و ذلك بعد أن يجمع المبلغ بعد مهلة شهرين. فركز على توفير الوحدات طوال الشهرين ثم اشترى الكتاب.

اللغز

في الكتاب وجد لغزا لمن يريد العودة إلى بلده عبر سرداب فوريك. توصل خالد، بعد تفكير في حلّ اللغز، إلى أن عليه أن يذهب إلى المنطقة الغربية من أرض زيكولا. فاصطحبه إليها صديقاه يامن و أسيل. كانوا يبحثون عن "رأس" ذُّكر في اللغز. فتوصلت أسيل إلى زاوية منفرجة لسور زيكولا تكون بنفسها رأس مثلث. لكن الرأس خارج السور فلا يمكن الوصول إليه إلا حين يفتح الباب يوم زيكولا.

فتمكن أصدقاءه من إيجاد حيلة لحفر نفق يمكّنه من الخروج، و هي حيلة كلفته عددا كبيرا من الوحدات فصار فقيرا. لقد تعود منذ دخل أرض زيكولا أن يكتب على أوراق ما عاشه فيها و من بين ذلك كتب عن حبه لأسيل. أدركت أسيل ذلك.

ذبيح زيكولا

عمل في تكسير الحجر ليستعيد ذكاءه لكن الوقت لم يكفه لذلك، فقبض عليه لفقره ليُعرض على الأطباء قبل يوم زيكولا. ثم تم اختياره ضمن الأفقر. كان على أسيل أن تفحصهم لتحديد الثلاث الأفقر، فاحتارت  ثم اختارت ألا تظلم أحدا. ففحصت الفقراء و كانت نتيجة فحصها أن خالد كان من بين الثلاث الأفقر. مر خالد بذلك للمنافسة الأخيرة.

أسفرت لعبة المنافسة الأخيرة عن خسارة خالد ليكون بذلك ذبيح أرض زيكولا. صُعقت أسيل و غادرت مكانها و يملؤها الإحساس بالذنب، سيموت من تحبه في الغد. ثم ذهبت إليه و قبّلته.

النجاة و العودة

يوم الذبح سيق خالد في عربة وسط الاحتفالات في أرض زيكولا. على المنصة وقف خالد ففوجئ بصياح الطفل الذي كان قد أنقذه من الغرق و صياح أم الطفل الذي كان قد أنقذه من ضربة شمس و معهم العمال الذين عمل معهم و يامن. كانوا كلهم يهتفون أنه غني و لا يجوز ذبحه. فطلب الحاكم من طبيب أن يقيّم وحدات الذكاء عند خالد فاتضح أنه غني فأطلق سراحه. تركت له أسيل رسالة تفسر فيها أن القبلة قد جعلته غنيا من جديد و أنها تتمنى له أن يعود لوطنه ليلقى منى، أما هي فهربت إلى وطنها.

قصد خالد النفق الذي تم حفره فزحف حتى صار في أرض رملية خارج أرض زيكولا. ثم وجد نفسه في نفق آخر ثم في سرداب فوريك. فعبره ثم اجتاز النفق بصعوبة حتى قفز إلى الخارج ثم وصل إلى بيت جده.

بعد العودة وضّحت منى لخالد أنها لن تتزوج أحدا غيره و آل الأمر بينهما إلى الخطبة ثم الزواج.

لنتابع الأحداث في الجزء الثاني: أماريتا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحفيدة الأمريكية للكاتبة إنعام كجه جي: عراقية أم أمريكية؟

  ا لحفيدة الأمريكية للإعلامية و الكاتبة العراقية المقيمة في فرنسا إنعام كجه جي ، هي رواية صدرت سنة 2008 تضم 197 صفحة، رُشّحت لنيل جائزة ال...