إلى ولدي لأحمد
أمين هي مجموعة مقالات وجه فيها الكاتب نصائحه و نتيجة تجاربه إلى ولده الذي
كان يتم تعليمه في إنجلترا. نُشرت سنة 1950. و يقول في مقدمة الكتاب أنها عادة
قديمة أن ينصح الآباء الأبناء كنصح لقمان لابنه أو كنصيحة الحكام لأولياء أمورهم
كنصح عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري. و هذه لمحة عن محتوى بعض الرسائل.
رسالة إلى ولدي
1. يتوجه أحمد أمين إلى ولده قائلا أنه خُلق لزمن غير زمنه و تربى في بيئة غير بيئته. لكن مهما تغير الزمان و المكان فإن الجمعيات البشرية ترجع إلى أصول واحدة فكانت"تجارب السلف تفيد الخلف"فقص شيئا من تجاربه التي تصلح لإفادة ابنه :
·
و من أهم تجاربه في الحياة قول الحق و تحري العدل، فذلك يكسب الإنسان راحة الضمير،
ثقة الناس و حسن ظنهم. و لكن العديد فشلوا حين تمسكوا بهذه الفضيلة في سماجة إذ
قالوا الحق في غير أدب و تحروا العدل دون لياقة. فتعلم اللباقة و اللياقة مع هذه
القيم !
·
المال وسيلة من وسائل السعادة بشرط الطلب و
الإنفاق في اعتدال. يجب ألا يصبح المال غاية أبدا فمن الناس من أضاعوا أعمارهم
للمال.
·
الدين عنصر أساسي للسعادة:
"يعجبني من الدين أن يكون سمحا لا غلظة فيه، و ألا يكون ضيق الأفق فيناهض العلم، بل يؤمن صاحبه أن له مجاله و للعلم مجاله"
2. الدراسة في أوروبا و الاستفادة من الاغتراب: يريد أحمد أمين من ولده ألا يتبع الذين انغمسوا في اللهو و أذهبوا علمهم و ضميرهم، و لا الذين عكفوا على الدراسة في انغلاق دون أن تتفتح قلوبهم و ترقى عقولهم. بل حثه على أن يسير على منوال الذين:
"فهموا أنهم إنما سافروا ليدرسوا علما و ليدرسوا خلقا يُحضرون لنيل الدكتوراه و يحضرون لشيء أسمى من الدكتوراه، و هو دراسة الحياة الاجتماعية في إنجلترا أو فرنسا أو ألمانيا أو أمريكا، و يبحثون عن سر عظمة هذه الأمة و مواطن قوتها و ضعفها، و الفروق بينها و بين مصر، و ما يحسن أن تقتبسه مصر و ما لا تقتبسه".
3.
قيمة الذوق و الجمال: رقي الأفراد ليس بالعقل وحده بل إن دور
الذوق أكبر من عمل العقل. فما يميز أمة راقية عن الأمم البدائية المتوحشة هو ما
لها من ذوق يتجلى في دور الفنون و الحدائق و المعمار الفخم و الشوارع النظيفة و
المتاحف. لذا استشعر الجمال، صادق الطبيعة، ثم انظر إلى الأخلاق ! إن نميت ذوقك فقد ضمنت
سمو الأخلاق و نبل العواطف.
4.
العلم في حاجة إلى دين: كان للجيل الماضي عقيدة و مبادئ يسير عليها
الأفراد دون شك أو تفكير. فأطاح الجيل الجديد هذه العادات الراسخة فكانت الحيرة و
الاضطراب. فلقد كان الناس يجدون في الدين راحة من العناء و استعانة على الخير و
حفظا من الشر و هو ما اندثر مع المدنية الجديدة. في الغرب آمن الناس بالعلم و لكن
مع تقدم النظم الاقتصادية كان الشقاء عوض السعادة.
"و أيقن كثير من العلماء بأن العلم في حاجة إلى دين، و أن العقل في حاجة إلى القلب، و أن المنطق في حاجة إلى الحكمة".
رسالة إلى أبي
في هذه الرسالة يكتب الولد إلى أحمد أمين
ناقدا الأب في الإكثار من النصائح و الإرشادات. فمن رأيه أن الشباب يحتاج أن ينعم
بحيز من الحرية ليجرب الحياة بنفسه. و بالتجربة
يخطئ فيفهم أسباب خطئه. و ذلك مهم لبناء الثقة في النفس و تكوين شخصية قوية. فنجد
ضعف الشخصية حين يحرم الوالدان الطالب من التجربة و حين يقوم الأستاذ بإملاء
المحاضرات و يحرم الطالب من البحث و الدراسة.
إلى ابنتي
ينصح أحمد أمين ابنته في إنجلترا أن تكون مصدر
خير لزوجها و بناتها. و على الغربة أن تكون أحسن درس به تعود إلى الوطن في حال
أحسن يُمَكنّها من أصلاح ما حولها. كما قال أن عليها أن تترك أثرا طيبا و سيرة حسنة
بأن يشعر الناس بالوحشة لفراقها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق