الأحد، 2 فبراير 2020

كتاب ابن الفقير لمولود فرعون يصف القرية في منطقة القبائل في الجزائر في بدايات القرن العشرين

لمحة عن قصة ابن الفقير لمولود فرعون

منراد معلم في قرية بمنطقة القبائل في الجزائر بدأ العمل عام 1939 و كتب سيرته الذاتية. يسرد الراوي ذكريات الطفولة فيحدثنا عن عائلته و قريته و نمط العيش فيها. ابن الفقير هو فورولو منراد ابن رمضان الفلاح الفقير. وُلد سنة 1912 و أعطته جدته اسم فورولو و هو مشتق من فعل أفير و يعني إخفاء "مما يعني أن أحدا لن يراه سواء بعين مرضية أو رضية" . عاش طفولته في الريف في كنف والديه، أخواته، عمه لونيس، و كان يأنس لصحبة خالاته صانعات الفخار. الحياة في القرية بسيطة، السكان متحدون و يتساعدون، و لكن يمكن أن تتعادى العائلات للدفاع عن الأصل، أو من باب الغيرة. كان الأخوان رمضان و لونيس يعيشان في بيت واحد مع عائلاتهما حتى توفيت الجدة تساديت فتقاسما الإرث.

 و يصف لنا الراوي بساطة البيوت، أعمال الفلاحة في حقول التين و الزيتون، صنع الفخار، طبخ الكسكسي...وكان هو الولد الوحيد فكان محبوبا مفضلا عند عمه الذي حرص على تنشئته نشأة ذكورية، وأحبته خالاته. أحاطوه و غمروه عطاء و عناية. عمل والده في الحقول مع تربية المواشي، و أحيانا في البناء، و كان يمكن أن يضطر للتداين أو البيع لكسب القوت و لدراسة الابن المحبوب أو للتداوي.
اضطر رمضان الذي حاصره الفقر إلى الهجرة إلى فرنسا، و عاد بعد سنة و نصف في أيسر حال. ثم تمكن فورولو، ابن الفقير،  بعد نجاحه في المدرسة أن يتحصل على منحة للإلتحاق بالمدرسة الإعدادية و كان حلمه دخول مدرسة المعلمين. 

كان كل أمل الأب أن يتوصل ابنه لمساعدته على تحمل أعباء العائلة.  دخل المدرسة و أقام رفقة زميله أزير عند مبشر بروتستانتي يأوي التلاميذ القادمين من الجبال. أمضيا أربعة سنوات، من سن الخامسة عشرة إلى سن التاسعة عشرة، في التركيز على الدراسة وعُرفا بحسن السيرة و الخلق.
غمرت السعادة منراد لنجاح ابنه و لكنه اضطر للتداين و النضال حتى يتمكن من دفع مصاريف إقامته بالجزائر العاصمة  حين تقدم لإتمام الشهادة. حصل فورولو على شهادة التعليم الأساسي فصار الأقارب يدعونه للاجتماعات و يطلبون نصحه و كان ذلك سندا و تشجيعا له. و رغم صعوبة الظروف المادية، واصل ابن الفقير  تأمل حلمه بأن يصير معلما.

نمط العيش في منطقة القبائل في قصة ابن الفقير لمولود فرعون

منزل العائلة

يحتوي المسكن على حجرتين متقابلتين  و حجرة أو اثنين للإبن البكر أو لعابري السبيل. تُبنى المساكن من ألواح من الصخر الزيتي مع الرمال و الطين، و يتكون السقف من قرميد أجوف يستقر على البوص، تغطيها طبقة من الجير. و تتولى ربات البيوت الترتيب الداخلي و في ذلك تعبهن و فخرهن.
السندرة تحوي أواني المؤن و أواني الزيت، يتأرجح الفراش المثبت بحوامل السقف، و يوجد الموقد في حائط مواجه للإسطبل. في الأعلى، تحمل الدعامتان المتوازيتان سلالا لثمر البلوط و الخشب الأخضر و لحم الخروف. الحجرات الصغيرة مستطيلة بسيطة دُهنت بالجير، و الباحة ضيقة...
في عائلة ابن الفقير، و في كل عائلة في القرية، مسؤول من المؤن: كانت الجدة في عائلة منراد الوحيدة التي بإمكانها التصرف في أواني التخزين. هي الوحيدة التي بإمكانها دخول السندرة لأخذ التين أو السمن أو الزيت.

صنع الفخار

كانت الخالات تصنع الفخار و كان الولد المحبوب يأنس لمرافقتهما. تشتريان الصلصال و تجعلنه يجف في الباحة ثم تحولنه إلى غبار. يُخلط الغبار بالماء و يُصنع عجين يتماسك في يومين ثم يُخلط ببقايا إناء مطحون. ثم تقبل الخالة على تشكيل الأواني و الأصحان على لوح...كان لكل إناء طابعه الخاص، و يمكن التعرف على صانعة الإناء عندما تراه.

الأكل

 كان الكسكسي هو الطعام الرئيسي. يُوضع في القدر لإعداد المرق ثلاث لترات من المياه مع الفول و الحمص و الزيت و الدهن. اللحم كان نادرا. كما يأكلون من خضرا وات الحقول و يشربون من مياه الترع، وفي المواسم يقضمون الخوخ و التفاح و الكمثرى الخضراء.

كسب القوت

كان رمضان فلاحا صلبا، و كان يربي زوجا من الثيران، حمارا، معزة و خروفين. كانت الثيران ملكا لأحد الأغنياء،  يربيهما  رمضان و عند البيع يستفيد بثلث الثمن. تأتي المعزة باللبن و بصغار تُأكل أو تُباع عند الضرورة. كما عمل رمضان أحيانا أجيرا للبناء للأغنياء مثل بناء أول معصرة تعمل بمكبس هيدروليكي. ثم هاجر إلى فرنسا و عمل عاملا في مصنع. 


  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحفيدة الأمريكية للكاتبة إنعام كجه جي: عراقية أم أمريكية؟

  ا لحفيدة الأمريكية للإعلامية و الكاتبة العراقية المقيمة في فرنسا إنعام كجه جي ، هي رواية صدرت سنة 2008 تضم 197 صفحة، رُشّحت لنيل جائزة ال...