الاثنين، 12 أكتوبر 2020

الكتب التي التهمت والدي للكاتب البرتغالي أفونسو كروش: مغامرة وسط الكتب

الكتب التي التهمت والدي رواية للكاتب البرتغالي أفونسو كروش. صدرت الطبعة العربية الأولى سنة 2018. يضم الكتاب 112 صفحة. فيفالدو بونفين موظف حكومي مولع بالمطالعة، اختفى يوما بين ثنايا كتبه. يروي القصة ابنه إلياس بونفين الذي انطلق في البحث عن والده عبر أمهات الأدب الكلاسيكي. بذلك عاش مغامرة فيها سفر و تواصل مع شخصيات روايات مشهورة. كتاب طريف بفكرة مميزة أدعوكم لاكتشافه.

الأب الشغوف بالمطالعة تلتهمه الكتب

تبدأ الجدة بسرد قصة والد الراوي، و اسمه فيفالدو بونفين. كان يعيش حياة مملة باشتغاله في مصلحة الضرائب. كان شغوفا بالكتب، يأخذها و يقرؤها خلسة في مقر العمل. اختفى الأب عندما كان الراوي في بطن أمه، و قبل ذلك سلم الجدة مفاتيح مكتبته القابعة في بيتها. و في عيد ميلاد الراوي الثاني عشر سلمته المفتاح كما أوصى الأب فيفالدو. فقرأ الإبن ، إلياس، الكتاب تلو الآخر.

"تعلمت كيف أتوه في تلك القراآت"
لقد كان الأب تائها وسط كتبه.
"لقد تاه وسط الحروف، و العناوين، و ضاع وسط الحكايات التي كانت تسكن رأسه".

مغامرة إلياس وسط "الكتب التي التهمت والدي"

 قرأ الراوي قصة للكاتب الأرجنتيني بورخيس، و كتاب جزيرة الدكتور مورو لويلز مع سرد ملخصه. ثم قصد الدكتور زيركوف، طبيب الأمراض العقلية، ليطلعه على حكاية السيد برينديك، الشخصية الرئيسية في كتاب ويلز، التي استشارت هذا الطبيب. ففسر له أن الحكاية شذوذ وهذيان. اكتشف قصة برينديك و عرف في النهاية أن أباه كان يقرأ له الكتب بصوت عال عندما فقد بصره...

يمرر عينيه على رفوف مكتبة أبيه فيقرأ الأسماء و منها: دوستويفسكي، تولستوي، كافكا، أوستين، فولتير، بسوا، وايلد، كالفينو...اختار أن يقرأ لستيفنسن كتاب جزيرة الكنز ثم كتاب قضية الدكتور جيكل والسيد هايد الغريبة. كان الكتاب يتيح له رفقة الكاتب فقال بطرافة:

"وجدتني مرة أخرى جالسا رفقة السيد ستيفنسن. و مع أنه كاتب كبير الحجم فقد اتسع لنا كرسي والدي بما يكفي"

انغمس في حوار مع الشخصية الرئيسية في كتاب ستيفنسن :

"كان لي حديث مطول مع السيد هايد. بدا لي شخصا جديرا بأن أكون صديقا له"
تحدثا عن خلق الإنسان وتمييز الخير و الشر. توقف عن ذلك عند سماعه لنداء جدته:
"فخرجت من ذلك الكتاب بصعوبة، لألتحق بمائدة العشاء".

استمتع بسماع قصة رواها له صديقه بومبو: حكاية السجان و لاوتسي.

طلب من هايد أن يحدثه عن والده، مع حضور برينديك. قال أنه أثار غضبه باتهامه بقتل شخصيات روائية فضربه. كان الوالد يبحث عن القاتل. حدثه هايد عن موقف حصل له مع راسكولنيكوف. استنتج الراوي أن عليه العثور على هذا الرجل، فوجده في كتاب الجريمة و العقاب لدوستويفسكي. قرأها و وجد ورقة فيها اسم مدينة فلاديفوستوك مع خارطة، فعزم إلياس على الوصول إليها حتى لو ترتب على ذلك التأخر عن موعد العشاء و إغضاب جدته.

سافر بالقطار للوصول إلى غايته فقابل امرأة حدثها عن راسكولنيكوف الذي سُجن لارتكابه جريمة قتل. قالت للإلياس أنه قد كفّر عن ذنبه في السجن وأنها لم تره منذ سنوات. صار إلياس محبطا، قال:

"كان من الضروري أن أعثر على قاتل كي أجد والدي"
تذكر جملة غريبة قالتها المرأة الروسية: الورق يحترق في درجة 451 فهرنهايت، فعثر على كتاب فهرنهايت 451 و بدأ يتصفحه و يتجول عبره. دخل كوخا كان بداخله راسكولنيكوف ! فأخبره أنه يبحث عن والده. تحدث الروسي عن فكره في القتل و في الشعور بالذنب، فروى له إلياس حكاية صينية كان قد رواها له صديقه. كان راسكولنيكوف يبحث عن شخصيات ويلز و ستيفنسن ليتمكن من التحول إلى حيوان ليتخلص من الشعور بالذنب فلم ينجح. ذات يوم دخل عليه والد إلياس فأخبره بدرجة حرارة احتراق الورق. كما تحدث راسكولنيكوف عن النظرة إلى الماضي و الذكريات.

تأثر إلياس براسكولنيكوف

 كان بومبو مصابا بداء السكري. طفق إلياس يهينه و يسخر منه  أمام بياتريس محبوبته. ثم دخل في غيبوبة إثر أكله لحلويات بالقشدة ثم مات. كان إلياس مثقلا بالإحساس بالذنب.

في سن 72، صار يفكر في النظر إلى حياته الماضية كما هو شأن راسكولنيكوف. قرأ كل كتب والده و أكثر بكثير، حتى أصبح والده. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحفيدة الأمريكية للكاتبة إنعام كجه جي: عراقية أم أمريكية؟

  ا لحفيدة الأمريكية للإعلامية و الكاتبة العراقية المقيمة في فرنسا إنعام كجه جي ، هي رواية صدرت سنة 2008 تضم 197 صفحة، رُشّحت لنيل جائزة ال...