رواية غربة الياسمين للكاتبة التونسية خولة حمدي صدرت سنة 2015. يضم الكتاب 268 صفحة (e-book). هي قصة شابة تونسية متحجبة انتقلت إلى فرنسا لتقوم برسالة الدكتوراه في العلوم الإجتماعية. و هناك لقيت مضايقات و صعوبات بسبب لبسها للحجاب. كانت في المترو تلتقي بعمر، باحث مغربي الأصل، و فيه كانا يتحادثان عن المطالعة و الكتب. أحبها و لكن لم ينتهج أسلوب الفرنسيين في التقرب إليها.
حدث
انفجار في شركة الكيميائيت التي يعمل فيها عمر و اتُّهم هو بالعمل الإرهابي. دافعت
عنه رنيم، محامية من أصل مصري، و رفيقة ياسمين. صدر الحكم بالسجن عشرين عاما. و
بعدها تحصلت رنيم على اعترافات تفيد ببراءة موكلها و قررت الاستئناف. أمّا ياسمين
فقد عُرض عليها الزواج من قبل مهندس شاب مسلم.
الأسلوب اللغوي للكتاب سهل، القصة
شيقة و مليئة بالمفاجئات. النهاية بقيت مفتوحة لخيال و توقعات القارئ.
رنيم
بعد دراستها الجامعية في القاهرة،
انتقلت إلى مارسيليا لتكون محامية مساعدة في مكتب ميشال. أحبت رئيسها و تبرعت له
بكليتها لتنقذه و لكنه رفض الزواج منها إذ أنه لا يريد عقدا مكبلا. كما أنه سعى
لإبعادها عنه لتعمل في مكتب آخر في باريس.
ياسمين
وصلت ياسمين عبد القادر إلى ليون
حيث يسكن أبوها مع زوجته و أبنائه. كانت قد عادت بها أمها بعد طلاقها إلى تونس و
هي في الرابعة من عمرها. و هي الآن تلبس الحجاب
و سافرت لتتم دراستها. كانت هي متمسكة بهويتها المسلمة و أخواها غائصان في
الثقافة الفرنسية.
كانت تهوى القراءة و اختارت علم
الاجتماع كاختصاص جامعي. سعت في فرنسا للحصول على تمويل لرسالة دكتوراه في العلوم الاجتماعية.
و لكن في مقابلة عمل قيل لها أن غطاء الرأس قد يكون عاملا في غير صالحها. فوضحت
أنها لن تتنازل عن الحجاب و هي التي تعوّدت على مجابهة المعوقات.
"تعودت أن تواجه بالرفض. أحيانا يكون رفضا مباشرا مصحوبا بإشارات صريحة إلى شكلها و لباسها، و أحيانا يكون مورابا خلف تعليلات سخيفة تدرك ما وراءها، و في أحيان أخرى يكون رفضا يحمل قناع قبول مشروط. هو رفض في نهاية الأمر، لأن الشروط التي تتعدى على حريتها الشخصية هي إهانة في حد ذاتها. تعودت على الرفض، لكنها قطعا لم تتقبله. مازالت تأمل فرجا قريبا. فرجا ملحا. فرجا عاجلا يهبط مثل قدر لا تدري كيف و متى حل. تتمسك بحبل أمل خفي تخشى أن يتبخر مع مرور الوقت. و لم يكن لديها حل آخر."
عمر
وصل عمر، و هو باحث مغربي، إلى
فرنسا منذ سنوات و اصطدم بالفرق الشاسع بين المجتمع المحافظ حيث كان في مراكش و
بين التفسخ الأخلاقي في المدن الفرنسية.
ظل رافضا التعود على مشاهد ابتذال الجسد البشري، مفضلا الانزواء في العمل و
اجتناب مخالطة الفرنسيين.
عمر و ياسمين
لمح عمر ياسمين في المترو تقرا
كتابا فاقترب ليعلم عنوانه: سيرة الإمام الخميني. فسألها: "شيعية؟" فقالت:
"لا أبدا" فانطلق الحوار بينها و بدأ الإعجاب.
كانت تلتقي مع ذلك الغريب كل يوم
في المترو و كان لقاء ثقافيا يتناقشان فيه عن كتاب أو عن بعض الأفكار. أعجبت
بثقافته الواسعة. معه كانت تتمكن من تقليص إحساسها بالغربة و الوحدة.
انتقال ياسمين إلى باريس
اتصل كمال عبد القادر بدانيال،
المدير، فتحصل على موعد لابنته ياسمين في باريس مع توصية جيدة. و تمكنت رنيم من تأجير غرفة في مسكنها في باريس
لياسمين.
كانت ياسمين تلقى في باريس ألوانا من الشتائم و نظرات الإحتقار و التصرفات العنصرية و كان عليها أن تحتمل.
الإنفجار
حدث انفجار في شركة كيميائيات في
ليون حيث كان يعمل عمر. كان مصابا و رأى المحققون أنه مشتبه به بسبب أصله العربي.
تم نقل عمر إلى باريس و كُلفت رنيم لتكون محاميته
ياسمين و هيثم
هيثم مهندس شاب أملت أمه زهور بزواجه من ياسمين و لكن
في حياته فتاة فرنسية ، لورا، قررت التقرب منه من خلال الدخول في الإسلام. سرعان ما تخلى عن لورا و صار يفكر في ياسمين.
رنيم تدافع عن عمر
تحكي رنيم لياسمين نتائج التحقيق
التي أفضت لاتهام موكلها بتعمد الانفجار. كان من المفترض أن تعمل على دفعه على الاعتراف.
في المحكمة تدخلت رنيم في صالح موكلها و لم تستمع لتعليمات رئيسها التي تقضي
بإقصاء البراءة و حمل المتهم على الإعتراف.
رأي رنيم في علاقة ياسمين و عمر
قصت ياسمين على رنيم مغامرتها مع
راكب المترو المجهول فاندهشت لوقوع علاقة أفلاطونية في القرن الواحد و العشرين، لم
يتقرب منها و لم يعبر عن إعجابه لا بالكلمات و لا بالجسد. ففي محيطها يغازل الرجل
المرأة، يتصل بها على الهاتف، يدعوها للرقص و يخاطبها بعذب الكلام. لذلك رأت أن
ذلك الرجل أضاع الفرصة و خسرها.
تهمة الإرهاب
في إطار بحثها زارت ياسمين الزميلة
التي أقدمت على محاولة انتحار فاشلة فانتقدت حجابها و نعتتها بالإرهابية. صارت هذه
الكلمة تطرق آذانها في أوقات مختلفة و تعالت الأصوات الداعية للفصل بين الهوية
الفرنسية و الإسلام. كما عرفت فرنسا أعمال شغب و تهديدات إرهابية عديدة تثير القلق
في الشارع و سببت دعوات لإيقاف الهجرة المغاربية و الإفريقية التي ارتبطت بالخطر
الإرهابي. انتشرت الإشاعات في قضية انفجار ليون و أصبحت إدانة الدكتور عمر تحصيل
حاصل.
تتطور الأحداث مع رنيم
أدلى البروفسور كريستوف بشهادة
تفيد أن عمر ارتكب سرقة ملفات و خطط ضد الشركة. لكن رنيم كانت تشعر انه بريء إذ
كان يعاملها بأخلاق و أسلوب راق، تحدثت مع ياسمين في ذلك و عزمت على البحث للتثبت
من صحة كلام الشاهد رغم الضغوطات التي واجهتها. أخذت كتبا لعمر اختارتها له
ياسمين. زارها ميشال في مكتبها طامعا في صفحها و لكنها كانت قد انغمست في مشاغلها
و نسيته. لم تعد رنيم التي تنساق وراء المغريات فرفضت عرضه للزواج رغم وعده
بالإسلام.
قال عمر أن الكتب التي جلبتها له
تعجبه و تذكره بفتاة كان يلاقيها في المترو. تمكنت رنيم من مغالبة مشاعرها كما
قررت ألا تبوح بما تعرف لكلا الطرفين ياسمين و عمر. اختارت أن تكتفي بواجبها
كمحامية.
الحكم
صدر الحكم على المتهم بالسجن عشرين
عاما. تناثرت عبرات ياسمين حين علمت بالخبر على شاشة التلفاز.لم تكن تبكي عمر فحسب
بل بكت نفسها خائفة من المستقبل. كانت رنيم تسعى للإستئناف و إثبات براءة عمر.
النهاية
تلقت رنيم اتصالا من كارولين،
موظفة في شركة الكيميائيات، قالت فيه أن عمر بريء و قد تم التخطيط بإحكام للتخلص
منه و الإستيلاء على أبحاثه. لقد استعملها كريستوف كجاجوسة.
بعث هيثم رسائل هاتفية لياسمين ليستفسر عن أسباب رفضها للزواج به و تم الأمر على جعلها تعيد التفكير في اقتراحه. كتبت رنيم مذكرة تحتوي على اعترافات كارولين و تركتها على مكتب جورج رئيسها. ثم رحلت رنيم إلى مصر تلبية لرغبة أبيها.