الأحد، 22 مارس 2020

كان ما كان لميخائيل نعيمة : أقصوصات لبنانية

كان ما كان لميخائيل نعيمة  كتاب يضم مجموعة من الأقصوصات في 138 صفحة. عدد الأقصوصات 6 و من مواضيعها الزواج، الإنجاب، الهجرة، القرية اللبنانية...عناوين الأقصوصات : ساعة الكوكو، سنتها الجديدة، العاقر، الذخيرة، سعادة البيك، شورتي. إليكم هذه اللمحة

سنتها الجديدة 

شهرت قرية يربوب بالنبيذ و العرق و الحرير و البقر و العرائس، و خاصة بمكانة الشيخ بطرس الناقوس و هو الشيخ أبو ناصيف. كان له هيبة و وهرة وكان الشبان و الأطفال يوقرونه و يحترمونه. و لكن كان هناك امرأة تدعى بربارة تهمس أحيانا أنه كان عنيفا مع الشيخة و يسيء معاملتها. كان له سبع بنات فنذر نصف كرمه لمارإلياس إذا جاءه صبي. حملت الشيخة و كان معاد الولادة ليلة رأس السنة. طفق يتصور الصبي و يلمح في الأفق فرحته به، فسيخلد اسم بيت الناقوس و سيشاركه الناس فرحته. أما صورة البنت في الأفق فكانت شيطانية. ولدت الشيخة بنتا فخطفها و سار بها إلى الغاب. شاع الخبر أن أبا ناصيف رزق بولد ميت فدفنه المسكين و قد كان الناس يهنؤون بعضهم بالعام الجديد. و الحقيقة أنه دفن البنت و دفع للقابلة حتى تقول أن المولود ولد جهيض و لم تبح بهذا السر لغير بربارة. صار لا يدع الشيخة تخرج من البيت و لم يعد يزور مار إلياس.

الذخيرة

كان شاهين بطرس بعد عودته من البرازيل يقص علي قصصا غريبة تدعو إلى الشك في صحتها منها أنه رأى أفعى كبيرة سوداء تبتلع ثورا. و يبادر شاهين بالقول في كل مرة تبدو الدهشة في وجهي أن له قصص أغرب. كان يملك قطعة من الجلد الأسود معلقة حول عنقه يقول أنها ذخيرة من عود الصليب الذي علق عليه المسيح. قال إنها تحميه فقد اشتراها من يوناني علقها في عنقه ثم طلب منه أن يطلق عليه النار من بندقية أعطاها له فلم يُصَب. كما أنه نجا من وابل من الرصاص أطلقه عليه عبيد من اللصوص في أدغال كثيفة. كما أنه نجا مرة من حريق ذهب الكل فيه ضحية. و أمام شكي في أمر الذخيرة علقها في رقبة ابنه و هم بإطلاق النار عليه و لكنني تمكنت من الوثب لإنقاذ الطفل. ثم علق الذخيرة في عنق القطة وأطلق عياره فمزقت أمعاءها.

الأربعاء، 4 مارس 2020

نبض لأدهم الشرقاوي: حبيبان يتحاوران عن الحرب و عن العديد من المواضيع العميقة

نبض هي رواية للكاتب الفلسطيني أدهم الشرقاوي تضم 266 صفحة. العنوان هو اسم الفتاة التي أحبها الراوي منذ أن رآها في مكتبة الجامعة. كانت يلتقيان و يتحاوران. أبرز الأفكار المتبادلة تدور حول الحرب، القيم، الإنسانية، الفلسفة، الجنون، التربية و غيرها من المواضيع. فرقتهما الحرب فكانا يتراسلان بشوق. تموت نبض تحت الأنقاض و تبقى في ذاكرته. 

طبول الحرب تُقرع

تتحاور نبض مع حبيبها عارضين خواطر عن الحرب ومنها:
"أقف ضدها لأني أعرف أننا مهزومون فيها منذ اللحظة التي خضناها، مهزومون و لو انتصرنا! مهزومون في انسانيتنا على الأقل أو على الأكثر"
ويتقطع الحوار حديث عن الحب و الشعر إذ قال الملك الضليل في حب فاطمة :
" أغرك مني أن حبك قاتلي * و أنك مهما تأمري القلب يفعل"
ثم قال في حب نبض :
"أنا ناقص أنت يساوي لا شيء! أنت كلي يا نبض"
و في الحرب قال:
"إنهم أقوياء بأسلحتهم و لكننا أقوياء بحقنا! و القوة لا تلغي الحق و إن أنزلت خسائر فادحة فيه!"
يتغزل بحبيبته ثم يعود الحوار عن رجال الحرب:
"رجل الحرب ليس بالضرورة أن يكون رجل الدولة"
إذ كان عمر ابن الخطاب رجل دولة بامتياز وخالد بن الوليد كان رجل حرب باقتدار.  و في الحرب يشعر الإنسان أنه في تهديد، يخاف على حياته فيلجأ إلى القوي القادر، يلجأ إلى دينه، فالإنسان
"ينسى في الرخاء و يتذكر في الشدة، يطغى في الصحة و يستكين في المرض، يتغطرس في النجاح و يتواضع في الفشل"
و عن المادية و القيم قال:
"عندما نربي الناس على الثمن نقتل فيهم المروؤة، و عندما نربيهم على القيمة نجعلهم بشرا، و نسمو بهم نحو تحقيق إنسانيتهم!"

طبول الذاكرة تُقرع

  • تحدث أدهم الشرقاوي عن الجنون إذ يمكن دراسته على أنه ظاهرة اجتماعية:
    "المجانين على درجة متفاوتة من الجنون كالعقلاء تماما...يقول آينشتاين "الفرق بين العبقرية و  الجنون بسيط جدا و هو أن العبقري يعرف جيدا الحد الذي يقف عنده قبل وقوعه في الجنون! الجنون إذا عبقرية متطرفة!""
  • وزع الله بالعدل لا بالمساواة، نحن لا نعرف ما الذي أُخذ من الذي أُعطي المال فلله حكمة في كل شيء:
    "أجمل ما في الحياة التفاوت و لو أعطي الناس كلهم المال لم يعد له قيمة"
    و نفس الشيء بالنسبة للصحة و العلم.
  • و في صراع الأجيال قال علي بن أبي طالب ينصح اللآباء:
    "لا تربوا أولادكم كما رباكم آباءكم فقد ولدوا لزمان غير زمانكم!"
  • هناك العديد من العظماء الذين صنعتهم أمهاتهم مثل أحمد بن حنبل و الإمام الشافعي الذان كانا يتيمين، و أيضا جورج واشنطن ربته أمه، و أيضا المهاتما غاندي و توماس أديسون.

طبول القلب تُقرع

يخاطب نبض :
"أنا منذ رأيتك ولدت من رحم عينيك"
، يذكر رؤياها في مكتبة الجامعة. كان يتردد على المكتبة ملتمسا حديثا معها. تحدثا عن حب القراءة و الكتب وعن الشعراء. قال أن فيها تجتمع العاطفية و الذكاء، و دار الحديث حول العقل و القلب و القناعة و الإختلاف. كانا يتراسلان و تحدثا عن الذكريات و القدر و الإنسانية:
"نحن بحاجة إلى أن نحمي الضعفاء منا و نرعاهم، إننا بذلك نحمي إنسانيتنا أكثر من كوننا نسدي خدمة لهم"
و في حبها قال:
"عندما أكون معك أشعر كأنك تنادين الطفل الصغير الذي بداخلي".
و في وقت الحرب كانا يتراسلان ليقتلا الفراق.

طبول الفقد تُقرع

عند فقد نبض في الحرب تحسر على فقدها و قال :
"أنت التي قتلتني و أنا أحد مخلفاتك"
كان يستمتع بذكراها و يقول
"لا تصدقي عبد الرحمان منيف حين يقول: النسيان أسهل طريقة للعيش!"
و قال: 
"إن حربي انتهت بموتك، خسرتها يوم خسرتك, و لم يعد عندي شيء أقاتل لأجله".

الأحد، 1 مارس 2020

أرض البرتقال الحزين لغسان كنفاني: أقصوصات من فلسطين

أرض البرتقال الحزين لغسان كنفاني هي مجموعة قصصية نشرت لأول مرة سنة 1962. يضم الكتاب عشرة أقصوصات في قرابة مائة صفحة. يعكس الكتاب واقع الفلسطينيين في نصوص مليئة بالخواطر و الأحاسيس و الرموز.و من المواضيع الرئيسية المطروحة الجهاد، الاستشهاد، فقدان الأقارب، اللجوء و الهجرة. هنا لمحة عن محتوى بعض أقصوصات.

أبعد من الحدود

 يدخل المسؤول الأمني منزله و قد كان في مهمة بحث عن هارب قد قفز من النافذة أثناء التحقيق. وإذا بالهارب يظهر في بيته مخاطبا إياه عارضا خواطره فقال معرفا بنفسه:
"لي أم ماتت تحت أنقاض بيت بناه لها أبي في صفد، أبي يقيم في قطر آخر و ليس بوسعي الالتحاق به و لا رؤيته و لا زيارته، لي أخ يا سيدي يتعلم الذل في مدارس الوكالة، لي أخت تزوجت في قطر ثالث و ليس بوسعها أن تراني أو ترى والدي، لي أخ آخر يا سيدي، في مكان ما لم يتيسر لي أن أهتدي إليه بعد..تريد أن تعرف جريمتي؟ ...لقد سكبت دون أن أعي كل محتويات وعاء الحليب فوق رأس موظف و قلت له أنني لا أريد بيع وطني".

الأفق وراء البوابة

عاد بعد غياب، حائرا مترددا في قول الحقيقة القاتلة لأمه. كان، منذ أن خرج مع أخته دلال من يافا إلى عكا، و لمدة عشر سنوات، يقول أنهما بخير، و أخفى خبر موتها. ماتت في عكا في ليل مظلم
 "و انفتح رشاش ثرثار فزرع في الغرفة رصاصا كالمطر، ثم انكشف الدخان عن أربعة رجال يسدون أمام عينيه باب الغرفة الخشبي، و لكنه لم يتحرك، كانت دلال ترتعش في دمها بالخفقات الأخيرة من أنفاسها".

ورقة من الرملة

دخل اليهود الرملة و طفقوا يفتشون الناس:
"أوقفونا صفين  على طرفي الشارع الذي يصل الرملة بالقدس، و طلبوا منا أن نرفع أيدينا متصالبة في الهواء، و عندما لاحظ أحد الجنود اليهود أن أمي تحرص على وضعي أمامها كي أتقي بظلها شمس تموز، سحبني بعنف شديد،  و طلب مني أن أقف على ساق واحدة، و أن أصالب ذراعي فوق رأسي في منتصف الشارع الترب.."
. و شاهد الراوي يهودية تطلق النار على رأس ابنة عمه أبي عثمان الصغيرة. ثم رأى كيف رفس الجندي أم البنت بقدميه ثم أطلق النار عليها. و رأى عمه يحمل جثة ابنته ثم جثة زوجته بوجه جامد صامت...كانت ذكريات أبي عثمان "تنحر في عظام الناس بإصرار" إذ كان أبو عثمان يقوم مع أقاربه بالمعارك في حرب فلسطين الأخيرة. لم يُدفن ذلك أن أشلاءه ضاعت في انفجار هائل على إثر اعترافه بما يعرف.

أرض البرتقال الحزين

 ليلة الهجوم على عكا، توقفت سيارة شحن كبيرة لتقل الكبار و الصغار. بعد مسافة وقفت السيارة و نزلت النسوة لشراء البرتقال من فلاح كان جالسا يضع سلة البرتقال أمامه. يقول الراوي أن البرتقال قد بدا شيئا حبيبا عزيزا عليهم:
"و كانت تلتمع في عيني أبيك كل أشجار البرتقال التي تركها لليهود"
. لجؤوا إلى غرفة تكدسوا فيها و بدأت المأساة تجد طريقها لهم. باع الأب ذهب زوجته و انتقلوا إلى قرية في ضواحي صيدا فكانت المعاناة من الفقر. وصلت الأمور إلى حد أن الأب كان قلقا، مريضا فيصرخ قائلا أنه يريد أن يقتلهم و يعني الأطفال...فكان عليهم أن يبتسموا راضين حين يقال لهم
"اصعدوا الجبل و لا تعودوا إلا في الظهر"
  


الحفيدة الأمريكية للكاتبة إنعام كجه جي: عراقية أم أمريكية؟

  ا لحفيدة الأمريكية للإعلامية و الكاتبة العراقية المقيمة في فرنسا إنعام كجه جي ، هي رواية صدرت سنة 2008 تضم 197 صفحة، رُشّحت لنيل جائزة ال...