الأربعاء، 27 يناير 2021

الحوماني سندور لعبد الحميد الفهري: بين قرقنة و صفاقس




الحوماني سندور للكاتب التونسي عبد الحميد الفهري (أستاذ جامعي) هي رواية صدرت في 2020 و تضم 177 صفحة. ولد سندور في جزيرة قرقنة في تونس في عهد الاستعمار الفرنسي و عمل منذ صباه في مدينة صفاقس. انتقل من عمل إلى آخر و من حومة (حي) إلى أخرى و كان يكثر التردد على المقاهي و الحانات و دور السينما. عرف العمل النقابي و شارك فيه. في كبره أقام عند أحد أبنائه الذين أحاطوه بالعناية و التقدير. يتخلل النص بعض الأحداث التاريخية و وصف لأجواء الأحياء القديمة في قرقنة و صفاقس. 

سندور ابن سي عبد السلام

ترك سندور، و هو ابن جزيرة قرقنة، المدرسة ليلتحق بأصدقائه العاملين في مهن مختلفة في بيوت الأوروبيين في صفاقس (المحروسة). كان يتوق لحياة الأوروبيين التي عرفها من خلال أصدقائه الفرنسيين و الإيطاليين. 

عند الطبيب

برع الطفل الذكي في عمله عند طبيب في صفاقس. و كان يتردد على المقاهي و الحانات و على خالته أم الخير بباب القصبة بالمدينة العتيقة. ساهم ذلك في ربط علاقات مع اليهود و النصارى الذين كان يخالطهم زوجها. عندما تخلى الطبيب عن عمله، دعا صديقه الماتر عزريا أن يشغّل سندور عنده في شركة تصدير الزيوت.

كما أهدى الطبيب لسندور بعضا من الأثاث الزائد عن حاجته. ففكر في الزواج و الاستقرار في المدينة إذ لم يعد يصبو للجزيرة فقد أحب حياة المدينة: المقاهي و الأصدقاء في حومة الوصفان و حومة القصبة.

عند المحامي الذي صار تاجرا

كان ماتر عزريا في الأصل محاميا يهوديا ثم صار تاجرا مصدرا للزيت. حدّث يوما سندور أنه كان في شبابه فقيرا يعمل في السوق البلدي في العاصمة ليجمع مالا ليدرس الحقوق في باريس. كان من جيل بورقيبة و الماطري و المهيري. كان الماتر يهتم بالدساترة و النقابيين و الاشتراكيين. حدّث سندور عن عمل بطولي قام به المولدي الشيوعي في ثكنة بالعاصمة و عن فرحات حشاد (الزعيم النقابي).

القصف

في الحرب العالمية الثانية، أصاب قصف مدينة صفاقس فدُمّر جزء من قصر البلدية و كامل المسرح و الميناء. و كانت مدينة صفاقس من أهم المدن العصرية في الإيالة.  هرب سندور إلى الجزيرة (قرقنة) و فيها نقص التزويد ب"النعمة" (الحبوب) و انتشر التهريب بين البحارة.

زواج بالغصب

شرع سي عبد السلام في بناء غرفة جديدة لتخصيصها لزواج الحوماني سندور. أعانه الأصدقاء في جلب أعواد النخيل و الكرناف (الجزء الأسفل العريض من جريدة النخلة) و الضريع (عشب البحر) و الطين لبناء السقف. و قام سي عبد السلام بصنع الباب إذ كان نجارا للسفن تعلم "الصنعة" عن أبيه، و اشترى الشباك الحديدي من نوع "الزلابية" من سوق الحدادين بالمحروسة الذي يرجع للعهد الحفصي.

اختارت أم سندور لابنها عروسا صغيرة في السن. رتبت الغرفة مع بناتها. لكن الحوماني سندور، "ولد المدينة" احتج قائلا أنه يريد أن يختار عروسته. أصر سي عبد السلام على إقامة العرس رغم رفض ابنه.

"أما النساء فنصبن في فناء دار العرس "حلقة الرحايا"، فكن يقمن بإعداد الدقيق للثريد (البازين) و دقيق "السميد" "لفتل الكسكسي" برحي القمح و الشعير ب"رحا كسراوي" و آخر "سندي" و أما بقية الرحيّ فهي "اكتارية""

أقيم عرس بهيج و احتفل الأهل و الأصدقاء رغم حنق العريس.

"و خرجت عائلة العروس بأكملها شيبا و شبابا ترقص أمام الجحفة تحت ضربات طبل كان صداه يقرع رأس العريس قرعا مريعا و كأنما هو زلزال"

اضطر الحوماني سندور لترك عمله القديم و العمل بإزالة جريد النخل "تقريع النخل" و بيع اللاقمي (ما تدره من سائل عسلي المذاق). فكان يبيع أو يعمل بالمقايضة  بالحيتان.

زواج "مغشوش"

أحب سندور فتاة، هنيّة، و كان يتردد على بيت أهلها. طلق زوجته رغم رفض والده و كان ينتظر انتهاء الحرب حتى يعود للمحروسة. ثم صارح أهل هنية برغبته في الزواج منها و هجر أهله ليعيش في كيب(كوخ من جريد النخيل).

زف العروسان و ركبا المركب و معها المختار أخ هنية و زوجته ناجية اللذان سيستقران مع العروسين في المنزل الذي اكتراه سندور في "مركز بوشي" في حومة الوصفان.

اكتشف الحوماني سندور الذي كان يتوق لرؤية عروسه أن البنت كانت عروسية  العانس، أخت هنية. ففي موجة من الغضب هاجم المختار و أجبره على طلاق زوجته، كما أتم طلاق عروسية.

"لوخيان" (الإخوة) في العمل النقابي

انظم الحوماني سندور للعمل في البلدية مع سي الحبيب (الحبيب عاشور: مناضل) و كانت البلدية المهد الأول لالتقاء سي الحبيب ب"الخدّاما" (العاملين). اجتمع سي فرحات بالرفاق (سندور، بشير، احمد و غيرهم) و فسر رغبته في تأسيس هيكل مستقل وطني يوحد العمال، يسعى لمعركة من أجل الخبز و من أجل تحرير البلاد من المستعمر. و قد كلف سي الحبيب مرة سندور و رفاقه بنقل أسلحة في صناديق غمرت بالزيتون.

اجتمع الرفاق في السر في مقصورة بار ميسكا في ضاحية أريانة:

"كانت بها ناعورة لاستخراج الماء، و فيها جبانة النصارى بقبورها المصطفة بنظام و المزوقة بالرخام و المحاطة بنباتات يانعة بهيجة متعددة الألوان. و كان يسكن هذه المنطقة عموم الفرنسيين و اليهود و المالطيين و العرب لا سيّما من كان من الجزيريين النازحين إلى المحروسة منذ أوائل القرن الماضي"

التقوا هناك بعم صالح الذي كان يطلعهم على أخبار "الكوميسار" و "القنصل" من خلال اتصاله بحريفاته نساء المسؤولين الأوروبيين.

عند عم صالح

طلب الحوماني سندور من عم صالح غرفة في منزله في "بورة خماخم" الذي كان يوفر غرفا مسوغة لليهود و المالطيين.

استقر سندور في بيت عم صالح و أعلمه أن أحد أصدقائه دعاه للعمل في شركة بناء لإعادة بناء ميناء صفاقس. و هناك عرف خديجة ابنته الكبرى.

عرس "المغبون"

تم عرس سندور و خديجة في جو باهت إذ كان العم صالح على فراش الموت. ثم فوجئ الكل بخبر اغتيال محمد ابن عم صالح فكانت له جنازة فريدة حضر فيها المسلم و غير المسلم و الشيوعي و الدستوري و النقابي. توعد رجال بالانتقام له و قد رجحوا أنه مات على يد المعمرين. و مات عم صالح بعد شهر من الفاجعة.

إضراب

هجم الجيش الفرنسي على العمال المضربين عن العمل تحت لواء الاتحاد العام الذي بعثه سي فرحات. فكان أن سقط ثلاثون شهيدا. فشن التجار و الحرفيون إضرابا في كامل المحروسة و تحول المستشفى إلى خلية نحل. كما تحولت بعض قاعات المدرسة التي تعمل فيها حليمة، أرملة عم صالح، إلى مطبخ لإعداد الطعام للمحتشدين. ثم انخرطت حليمة، في الاتحاد و صار اسم مدير المدرسة، أحمد، على كل لسان.

في مدينة الشهداء

تحولت خديجة و أبنائها إلى مدينة الشهداء حيث يعمل زوجها و بقيت ابنتها آمنة مع الجدة حليمة.

دعا الحوماني سندور شبابا من أصدقائه و أهله للعمل في مدينة الشهداء في بناء الميناء و منهم أخاه علي "بوط". كما سعى لبناء هيكل نقابي في نفس المدينة بإيعاز من سي فرحات.

علم سندور باغتيال الزعيم فرحات حشاد من طرف الفرنسيين فسافر للمحروسة. تم استلام الجثة في عرض البحر. كان حدثا استثنائيا.

عند عودته فوجئ بقرار طرده بحجة غيابه الغير مبرر، فضلا عن أن الشركة رفعت ضده قضية بسبب الضرر الذي لحقها بسبب غيابه.

عودة إلى المحروسة

انتقل الحوماني سندور إلى حومة تفاحا بالمحروسة و التحق به أترابه من الجيل الثاني من النزوح الذي قرروا الاستقرار في المدينة. صار بائسا يبحث عن عمل و لكنه وجد السند عند أهل الحومة، الكواش (الخباز) و الحوانتي (التاجر). عمل في البحر ثم في تجارة الأسماك ثم تجارة الخضر و الغلال ثم في البناء.

و من أجواء الحومة "لمة النساء" و "لمة الرجال" و لعب الأطفال دون كلل (الكرة و البوتشي و الغميضة...)

مشاحنات

بعد مقتل الشاوي في المركب، و هو بحار شهم، أصر سندور على معرفة قاتله. علم مع بعض الشباب أن القاتل من حي الدرابك فتقرر الهجوم على ذلك الحي للقصاص. ولكن تراجع عن رأيه لما عرف أن  الأجواء مليئة بالضغائن. فتناقش في الأمر مع رجل له مكانة الزعيم في الحي المقصود للتوصل لحل سلمي.

القضية

زار الحوماني سندور ماتر عزريا فوعده بربح القضية. حكمت المحكمة له بمبلغ مالي فاق تخيلاته مكنه من سداد ديونه، كما ختن اثنين من أبنائه و اثنين من أبناء أخيه.

نزوح الوالدين

ترك سي عبد السلام و زوجته القرية و نزحا للإقامة مع سندور في حومة تفاحا. و قد كان يتحول للجزيرة كل شهر للحصول على منحة و هو المقاوم القديم في الجيش الفرنسي (أجبرته القرعة).

تنقل سندور بين ورشة و حضيرة و استقر في شركة للمنشئات البحرية لصاحبها الفرنسي فأتقن عمله كلحام في الأعالي.

الحوماني سندور جد

تزوج  خمسة أبناء و صار لسندور و خديجة ثلاثة عشر حفيدا. ثم توفيت الجدة قبل أن تفرح بزواج ابنيها الأصغرين.

عاش الحوماني سندور مع ابنه حميد في القرية و كان يستمتع برفقة حفيدتيه و يساعد ابنه في عقد الجلسات السرية مع رفاقه ضمن العمل السياسي و النقابي.

أصيب بألم الوحدة فتزوج و لم يدم زواجه طويلا. تكفل  ابنه حمّا بإجراءات طلاق أبيه الذي انتقل للإقامة عنده و حظي بأحسن العناية و التبجيل.

 

 

 

 

 

 

 

  

الأحد، 10 يناير 2021

العائش في الحقيقة للأديب نجيب محفوظ: عندما يريد الملك فرض دين الحقيقة


 

العائش في الحقيقة للأديب المصري نجيب محفوظ هي رواية صدرت سنة 1985 و تضم 166 صفحة. هي رواية تاريخية تدور أحداثها في عصر الفرعون إخناتون، المارق، الذي سعى لفرض دين الحقيقة.

سأل الراوي، مرى مون، أباه الشيخ عن المدينة الغريبة التي لا تنبض بها حياة و عن صاحبتها نفرتيتي فحرر له رسالة توصية للكبار الذين عاصروا الأحداث. قال له:

 "كن كالتاريخ يفتح أذنيه لكل قائل و لا ينحاز لأحد ثم يسلم الحقيقة ناصعة هبة للمتأملين."

زار مرى مون الشخصيات المعاصرة للقصة و سرد كل منهم الأحداث من وجهة نظره. تتجلى عبقرية نجيب محفوظ في سرد هذه الرواية التاريخية عدة مرات على لسان الشخصيات. فنلاحظ الاختلاف في الأحكام و الأحداث باختلاف الراوي.

القصة:

جاء ولي العهد ابن أمنحتب الثالث بدين جديد يدعو للإيمان بإله واحد متحديا ديانات و كهنة مصر القديمة. لما اعتلى العرش سمى نفسه إخناتون و مضى قدما في الدعوة لرسالته و ساندته زوجته نفرتيتي. انتقل إلى عاصمة جديدة، أخت آتون، و أمر بغلق المعابد. ظهرت انقسامات بين الموالين له و المتمسكين بالتقاليد القديمة. نعته البعض بالجنون و الآخرون بالعائش في الحقيقة. صارت البلاد تشارف حربا و رغم ذلك بقي الملك مصرا على هدفه رافضا الدعوة لحرية الدين. آل الأمر إلى أن تم إخلاء أخت آتون و الولاء لملك جديد و هو توت عنخ آمون. مات إخناتون و رجح أتباعه أنه قد قُتل.

يطرح نجيب محفوظ مسألة خطورة الإصرار على فرض الدين و لو كان دين الحقيقة. أدى ذلك إلى اضطرابات و انقسامات كان من شأنها أن تؤدي إلى الحرب. فكان فشل السياسة التي لا تضمن حرية الأديان.  

 

كاهن آمون

اتجه الراوي مع والده إلى كاهن معبد آمون سيد الآلهة و حامي مصر. حدثهم عن الملكة العظمى تيي أم المارق و زوجة أمنحتب الثالث. كان للمارق طبيعة أنثوية. سمّى نفسه إخناتون ملغيا اسم أبيه و في عهده خربت مصر.  علم الكاهن أنه قد تجلى لإخناتون، لما كان وليا للعهد، إله جديد و هو الوحيد الحقيقي في الوجود الذي تجدر عبادته. اعتُبر الكاهن ذلك جنونا و كفرا و فقدا للأحقية بتولي العرش.

  تزوج ولي العهد من نفرتيتي ابنة الحكيم آي. التقى بها الكاهن. أنجبت الملكة تيي توأمين: سمنخ رع و توت عنخ آمون و مات الملك. فقصد الكاهن الملكة تيي محاولا منع ولي العهد الكافر من تولي العرش و لكن رُفض اقتراحه. انقسم الناس في طيبة بين الولاء لآمون و الولاء للمجنون فهاجر إخناتون إلى مدينة جديدة، أخت آتون، و اتخذ إجراءات ضد المعابد و الكهنة. كما عانى الشعب من التمزق في أيام سود و اضطربت البلاد و كثر الفقر. آل الأمر إلى أن أعلن أتباع آمون الولاء لتوت عنخ آمون. ثم مات المارق بعد مرض.

آي

آي هو الحكيم مستشار المارق. استقبل الراوي في طيبة. حدثه أن المارق كان فذا منذ صغره، بإمكانه انتقاد ممارسات الكهنة في طيبة ممتلكا فكرا فلسفيا. حدث معلمه آي بالصوت الذي قال له أنه الإله الواحد الحق. و هو يعبده في كل زمان و مكان على عكس آمون. اتهمه أبوه الملك بالجنون و الكفر. فكّر آي أن مصر ستشهد اضطرابا بسبب ذلك.

كانت نفرتيتي مساندة لزوجها إخناتون في دينه، دين الحق و الحب و السلام. عندما تولى إخناتون الملك عيّن آي مستشارا للعرش. توترت علاقته بكهنة آمون فأمر ببناء عاصمة جديدة له. آمن الرجال بالدين الجديد و منهم آي و لكن قال: 

"و كنت أرى أنه لا يجوز التعرض إلى حرية العقيدة"

تم الانتقال إلى العاصمة الجديدة أخت آتون و كانت الأيام حافلة بالهناء. خاض المارق حربا شرسة إذ أمر بإغلاق المعابد و جاب مصر للدعوة لدينه. ثم نفضت جميع الأقاليم ولاءها للملك و لكن إخناتون كان يقول: "لن يخذلني إلاهي"

اجتمع آي مع كاهن آمون و بعض رجال الملك يريدون إنقاذ البلد. فتم لقاء مع الملك فيه بادر حورمحب بالمطالبة بحل لتجنب حرب مهلكة. اقترح إعلان حرية الأديان فرفض الملك لأن ذلك فيه ارتدادا إلى الكفر.

غادرت نفرتيتي القصر الملكي و تم تعيين سمنخ رع، أخ الملك، شريكا على العرش. ثم بايع كهنة طيبة توت عنخ آمون الأخ الثاني معلنين بذلك عزل سمنخ رع و إخناتون. طالب حورمحب الملك بالرجوع إلى طيبة لتعود الوحدة للبلاد فرفض. عادوا و اقتدى بهم الناس حتى خلت المدينة إلا من إخناتون و نفرتيتي. ثم مات الملك وحيدا.

حورمحب

هو قائد الحرس في عهد إخناتون. استقبل الراوي و حدثه عن المارق.

كان يحترم المارق منذ كان وليا للعهد و صار صديقه. كان يعجب بقدرته على الخطابة في الناس لإقناعهم بترك دين أجدادهم. استرجع حوارا دار بينهما لما كان وليا للعهد، تحدثا من الإيمان و الدين و سر الوجود. ثم حدث الراوي عن سعي الأمير لنشر الدين الجديد منذ كان أميرا و بعد توليه العرش. و قد أعلن حورمحب ولاءه لدين إخناتون من باب الواجب. و اكتشف في الملك قوة مكّنته من تحطيم التقاليد و تحدي الكهنة رغم قوتهم.

كانت نفرتيتي مدبرة لأمور الملك و كان أمر إيمانها بدين إخناتون لغزا. بانتقال الملك للعاصمة الجديدة أعلن الحرب على جميع الآلهة و اهتم بالتبشير. انقلبت الأمور ونصح حورمحب الملك بتغيير سياسته فرفض مصرا. فتمنى حورمحب أن يقتل الملك بسيفه لينقذ البلاد من جنونه.

 زار كاهن آمون حورمحب و دعاه لإنقاذ البلاد من جنون الملك. طالب حورمحب الملك بإعلان حرية الأديان فرفض، فاقترح عليه التخلي عن العرش و التفرغ لدينه.  هجرته زوجته و أشرك أخاه في عرشه.

ثم قرروا التخلي عنه و الانضمام إلى الجانب الآخر بعد الاتفاق على عدم إيذائه. مات الملك نتاج عجزه عن تحمل الهزيمة.

بك

بك هو ابن صانع التماثيل. قرأ رسالة الأب ثم حدث الراوي: كان ولي العهد صديقا في مثل سني قال عنه كاهن آمون أنه ذو نضج مبكر و قوة شريرة. و لكن بك كان متأكدا من بعد الأمير عن الشر و كان شاكرا له لجعله يدرك وجود الخالق الواحد. علم بك بإيمان نفرتيتي بنفس الدين و هي عند أبيها آي. و كان الأمير يحدثه بعنائه بسبب رسالته و كان بك يدرك أن سيده على دين الحق إذ كان الأمير يقول له:

"لقد خلق الإله الأشياء فلا تعبث بها، انقلها بأمانة، أبرزها بتقوى، لا تسلط عليها الخوف أو الشهوة أو الأماني الكاذبة، اعكس كل ما بي من نقص في الوجه و الجسد ليتجلى جمالك في الحقيقة"

تادوخيبا

هي زوجة أمنحتب الثالث و ورثها إخناتون. استقبلت الراوي و حدثته. كانت توافيها أخبار هوس ولي العهد الديني و ما يثيره ذلك من متاعب. اعتلى العرش و آل إليه حريم أبيه المتوفى فغارت نفرتيتي زوجته. انتقلت إلى المدينة الجديدة و كانت لا تؤمن بوجود إله واحد و لا بالحب الذي يدعو له الملك الأبله. إنه مجنون مزق وطنه و تبعته نفرتيتي لتستأثر بالسلطة. كانت نفرتيتي في عداء مع الملكة الأم فلما قدمت الأم إلى أخت آتون اتهمتها نفرتيتي بالتواطؤ مع أعداء العرش فغضب إخناتون من ذلك فهجرته زوجته.

مرى رع

كان الكاهن الأكبر للإله الواحد في أخت آتون.  لقد حُمل بالقوة على ترك سيده. منذ صباه كان معجبا بنضج الأمير. آمن بإلهه و صار الكاهن الأول. كان يرى مولاه قويا شجاعا لا يضاهيه أحد في ذلك. رموه بالجنون و كان هو العائش في الحقيقة.  

اعتلى الملك العرش في سبيل الحقيقة و السلام. ففتن الناس به و لكن كثرت الأحقاد فكان الملك متمسكا برسالته. رفض الملك و مرى رع التراجع و لكن الحاشية آمنت أنها ستقتل إن بقيت على ولائها للملك فتخلى عنه الجميع و تم ضم مرى رع للمرتدين. عندما سمع بوفاته رجح مرى رع أنه قُتل كما رجح أن نفرتيتي قد أبعدت عنه بالقوة.

نفرتيتي

تحدثت عن نشأتها منتفعة بحكمة أبيها آي، متحابة مع أختها. علمت بأمر الإله الواحد عن طريق أبيها و الأزمة التي ولدها ذلك. فرأت نفرتيتي أن الأمير معه حق،  انجذبت له و آمنت بإلهه. في حفلة كانت تراقبه لأنه السبب في سلكها لنور الحقيقة. لاحظ ذلك الكثيرون و أولوه حسب أهوائهم، و عبرت موت نجمت عن غيرتها من أختها. ثم دعت الملكة الأم تيي نفرتيتي فحاورتها و أعلنت اختيارها لها كزوجة لابنها ولي العهد. كانت تسانده حين كان مصرا على رسالته رغم المصاعب.

أنجبت نفرتيتي بنتا و أنجبت تيي سمنخ رع و توت عنخ آمون. سعت تيي لتجعل نفرتيتي تؤثر في إخناتون و لكنها كانت مساندته.

تولى إخناتون العرش و كان هناك نفر يرون أنه غير مؤهل لذلك و منهم حورمحب و آي. سعى كاهن آمون أن يكسب ولاء نفرتيتي فرفضت.

بنيت المدينة الجديدة إثر أمر من الإله الواحد و انتقلوا إليها. وصفتها نفرتيتي بمدينة النور. ثم أصدر الملك أمره بغلق المعابد و رافقته زوجته في رحلاته في مصر للدعوة لعبادة الإله الواحد و كانا ينتقلان من نصر إلى نصر.

قصد آي و ناخت و حورمحب الملك منذرين باندلاع حرب أهلية و لكنه أصر على عدم ترك رسالته. كما حذر حورمحب نفرتيتي من إمكانية مقتل الملك إذا أصر على موقفه. فأقدمت على هجره بهدف زعزعة ثقته بنفسه. ثم بقيت تراقب مدينة أخت آتون و هي تخلو من سكانها فقد أعلمتها أختها أنهم وجدوا الحل في إخلاء المدينة و الولاء لفرعون الجديد. و لما علمت بموت إخناتون رجحت أنهم اغتالوه.

 

 

 

 

الحفيدة الأمريكية للكاتبة إنعام كجه جي: عراقية أم أمريكية؟

  ا لحفيدة الأمريكية للإعلامية و الكاتبة العراقية المقيمة في فرنسا إنعام كجه جي ، هي رواية صدرت سنة 2008 تضم 197 صفحة، رُشّحت لنيل جائزة ال...