الفراغ هي مسرحية للكاتب العراقي صبحي حسن
تقع في 127 صفحة. تبدأ المسرحية بقرار للملك بالعفو عن شاب كان قد حكم عليه
بالإعدام لأنه شتم الملك. يتفشى في البلاد و في سائر أنحاء العالم مرض يفتك
بالنساء. لم يتوصل العلماء لكشف الجرثومة المسببة فتناقص عدد النساء تدريجيا. توصل
الشاب الذي نجا من الإعدام لاكتشاف مصل فعال و لكن وقتها ماتت كل النساء.
الفصل الأول
يصدر الملك أمرا بالعفو على شاب شتم الملك و حُكم
عليه بالإعدام، و ذلك لمجرد أن المتهم رفض الحكم. ثم أمر بوقف الحرب بعد أن أبلغه
وزير الحرب أن هناك ما بين خمسمائة و ألف من الضحايا لقاء كل مدينة يحتلونها. كما
أبلغه بأن ابنه الذي أرسله لساحة الحرب بخير، على عكس رغبته في أن يموت فيها !
بعد جدل بين الملك و الملكة و وزير العدل حول
قرار العفو عن المحكوم عليه، أمر الملك وزير العدل بأكل علف حيواني فشتمه الوزير.
لذلك أمر الملك بإعدام وزير العدل. و ما انفكت الملكة تلوم الملك على قراراته
الغريبة.
دخل وزير الصحة معلنا خبر تقشي مرض قاتل يصيب
النساء دون الرجال بسواد في البشرة. تم الأمر بتحصين القصر و البحث عن سبب المرض
للقضاء عليه.
الفصل الثاني
المشهد الأول
منع الملك ابنته، التي كانت في القصر الريفي،
من أن تدخل إلى القصر التزاما بالتعليمات. ارتفعت حصيلة الإصابات بالمرض القاتل
إلى ستمائة وفاة في الساعة فأمر الملك بوقف العمل في الدوائر الرسمية ليعمل الجميع
على اكتشاف الجرثومة المسببة لهذا المرض. لامته الملكة على رفضه دخول ابنته ففسر
لها أنه ملتزم باحترام القانون، و كان رأيها في الأمر مضادا.
دخل وزير الخارجية معلنا أن برقيات وصلت تفيد
أن المرض عالمي، و أن العالم قد فقد نصف نسائه. علم الملك أن ابنته بدأت بالاسمرار
و أن حياتها في خطر بسبب الوباء و بقي مصرا على منع دخولها للقصر. كما كانت التجارب
التي تجريها اللجان دون جدوى. عند موت الأميرة اكتفى الملك بشكر الآلهة لموتها
خارج القصر بينما صرخت الملكة باكية ناقمة على قرار الملك. ثم ماتت زوجة رئيس
الوزراء و قد كان قد أتى بها إلى القصر.
وصل خبر يقول أنه لم يبق في العالم سوى ربع
نسائه و في البلاد خمسة بالمائة. فأمر الملك بجمع الفتيات الجميلات في بناء خارج القصر
الذي وصل إليه المرض. ثم أمر بعقد مؤتمر عال المستوى و بنقل لجان وزارة الصحة مع
مختبراتهم إلى قاعة الاجتماعات في القصر.
علم الملك أنه لم تبق امرأة واحدة في معظم دول
العالم و أن الملكة بدأت تتحول للون الأسود. و لكنه بقي متمسكا بأمل عظيم.
المشهد الثاني
في جلسة للملك مع الوزراء المعنيين و كبير
العلماء و كبير الفلاسفة، قال كبير العلماء أنه لم يتم التعرف على الجرثومة رغم
المجهودات. و قال كبير الفلاسفة أن الإنسان عاجز عن التحكم في وجوده أو عدمه.
لم يبق في البلد غير خمس عشرة امرأة في
القاعة الخارجية ثم توفيت أربع فتيات. طلب شاب مقابلة الملك و قال أن أخوه أرسله
لإعلان توصله لاكتشاف دواء للمرض. المكتشف هو المحكوم عليه بالإعدام الذي عفا عنه
الملك.
تواصل عدد الفتيات في التناقص حتى بلغ اثنين،
و في العالم لم يعد هناك وجود لأي امرأة. و لكن أخت المكتشف كانت مخفية، مرضت و
شفيت بفضل الدواء. رأى الملك أن اسمه سيخلد فهو الذي سيصنع بشرية جديدة بثلاث نساء.
لم تبق إلا امرأة واحدة حين أحضر الشاب المكتشف المصل المنقذ و قد ماتت أخته
الناجية بعد هجوم عدد كبير من الرجال عليها. و ماتت المرأة الأخيرة قبل أن يصلها
المصل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق